كيف اتخلص من المماطلة و التأجيل؟

كيف اتخلص من المماطلة و التأجيل؟

يعاني الكثير من الناس من مشكلة المماطلة و التأجيل في المواعيد، لذلك احببنا تناول هذا الموضوع في هذا المقال. سنتناول سوياً المماطلة في علم النفس ، و المماطلة في العمل ، و سوف نذكر العديد من أسباب المماطلة ، و سوف نذكر ايضاً علاج التسويف في الاسلام ، و الفرق بين المماطلة و التسويف ، و علاج التسويف و المماطلة، و كذلك سوف نتناول العديد من التجارب للقضاء على مشكلة المماطلة و التسويف.

المماطلة في علم النفس

المماطلة هي عدم ضبط للنفس وتُعرف باسم التسويف المزمن وهي إرجاء الأعمال المهمة في حياتنا لأجل غير مسمى والقيام بأشياء أقل في الأهمية بدون وجود أسباب مقنعة لذلك. وأسوأ ما في عادة المماطلة أنها تمنعك طوعاً من فعل أشياء قد لا تستطيع فعلها لاحقاً كرهاً.

التسويف قد ينتج عنه توتر وشعور بالذنب وحدوث بعض الأزمات. أيضا قد يقل إنتاج الشخص وأيضا فإن المجتمع قد لا يرضى عن المسوف لأنه لم يقم بمسؤلياته ولم ينفذ التزاماته. عندما تجتمع هذا المشاعر على المسوف فإنها قد تؤدي إلى مزيد من التسويف. التسويف قد يحصل بدرجات معقولة ويعتبر أمرا عاديا، لكنه يتحول إلى مشكلة عندما يسبب عرقلة لما اعتاد الإنسان على القيام به من أعمال. التسويف المزمن قد يكون علامة لاضطرابات نفسية كامنة داخل شخص المسوف.

كيف اتخلص من المماطلة و التأجيل؟

المماطلة و التأجيل في العمل

يقول الخبير و المستشار في التنمية البشرية، الدكتور محمد بشارات، أن واحدة من اهم المعلومات التي لابد على الموظف المماطل معرفتها هي أن أبرز سبب في فصل أي موظف في العالم من 8 أسباب هي المماطلة.

للأسف المماطلون في العمل لديهم براءات اختراع ويمتلكون مهارات غير عادية في إيجاد مبررات للمماطلة و تأجيل الاعمال، ومن أهم الأسباب الأسباب النفسية والشخصية عند الموظف نفسه، بالإضافة الى الجو الروتيني في العمل.

بعض الموظفين يحرصون على عدم تأدية المهام بشكل افضل، و تجد بعضهم مؤجلين و مسوفين و دائماً في حالة كسل واضح في نمط معيشتهم الحياتي. و يبرز هنا مشكلة كبيرة هي أن اهم الدراسات اكدت ان المماطلة هي اخطر من الاكتئاب عند التحدث عن طبيعة الاعمال عند الاشخاص و انتاجيتهم.

نلاحظ أن الشخص الذي يماطل و يسوف يهلك نفسه في أعذار التسويف وتأجيل الإنجاز، و يكون هذا عادةً نتيجة سبب شخصي ونمط حياتي متعلقة ببنية العمل أيضًا.

أسباب المماطلة و التسويف

هناك الكثير من اسباب المماطلة و التأجيل التي يعاني منها بعض الموظفين في العمل و في امور الحياة المختلفة، نذكر منها التالي:

  • السعي خلف أهداف مجردة بعيدة عن الواقع وغير واضحة.
  • الميل إلى المماطلة في المهام المرتبطة بالمكافآت التي لن يحصلوا عليها إلا بعد فترة طويلة.
  • ‏النظر إلى أنفسهم في المستقبل على أنها منفصلة عن حاضرهم.
  • تجنب اتخاذ إجراءات في الوقت الحاضر لأنهم يأملون في مسار عمل أفضل في المستقبل.
  • يماطل البعض في أداء المهام لأنهم متفائلون بقدرتهم على إكمال مهام معينة في المستقبل.
  • يماطل البعض لأنهم غير قادرين على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب.
  • ‏الشعور بالإرهاق.
  • القلق بشأن المهمة المُكلفة.
  • النفور والهروب من المهمة.

علاج التسويف في الاسلام

جاءت كلمة التسويف من التأجيل والكسل عن المبادرة بالبدء بالعمل، فيكثر الإنسان من سوف، سوف أبدأ غدا، سوف أتوب في رمضان القادم، وتمضي الأيام ولم يفعل شيء، وفاته الوقت الذهبي للإنجاز، وأضاع فرصاَ كثيرة، وقد جاء الإسلام يعالج هذا الكسل، ويدعوا إلى المبادرة، ويحث على العمل.

وقد قدم الإسلام طرق لعلاج التسويف، و منها:

التوكل على الله، والدعاء بالهمة العالية، والاستعاذة من الكسل، كان من دعاء النبي- صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ).

صحبة الصالحين الإيجابين، الذين يسارعون في الخيرات، وحياتهم مليئة بالعمل والمسؤولية، ونجد دليل هذا في قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (لا تصاحبْ إلا مؤمنًا ، ولا يأكلْ طعامَك إلا تقيٌّ)،فإذا كانت الصحبة من حولنا، صحبة لعب ولهو، وتضيّع الأوقات، وكانوا من أهل التسويف، كيف نتعافى من هذا الداء؟.

تذكير النفس بأنها لا تعلم ماذا ينتظرها غداً، هل ستبتلى بالمرض فلا تتحرك، هل ستموت فتتمنى أن ترجع فتسجد ولو مرة واحدة، لا بد من التخلص من طول الأمل، والالتفات إلى التفكير بالآخرة، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).

التفكير بجانب الخوف من الله، والعقوبة، كما نتحدث عن المغفرة الواسعة والرحمة، يجب أن نحدث نفسنا بجلال الله وعزته وعذابه، فلا نؤجل العبادات ولا نستهين فيها، ونتعلم أن هناك أولويات وخطوط عريضة لا تقبل التسويف.

اغتنام الفرص وحالات الرخاء في العمل، لا بتضيعها، وهذا واضح في الإرشاد النبوي: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ : شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ).

المبادرة إلى العمل، لا تقل سوف، أو غدا، ولا تنتظر حدوث معجزة، أو وقت صفاء ذهن، فالعمل الذي تراه اليوم صعب، وستعود إليه فيما بعد، قد يكون غدا أصعب وأشد على النفس.

الفرق بين المماطلة و التسويف

كيف اتخلص من المماطلة و التأجيل؟
كيف اتخلص من المماطلة و التأجيل؟

لابد أن نعرف معنى المماطلة ونعترف بوجودها، ربما تؤجل العمل على مهمة ما لأنك أعدت ترتيب أولوياتك، إذا أجلت العمل على مهمة هامة لسبب وجيه، ففي هذه الحالة فأنت لا تماطل، ولكن إذا كنت تؤجل بعض المهام لأجل غير مُسمى فأنت تماطل أو تقوم بالتسويف الإداري.

واعلم أنك تماطل أيضًا إذا كنت تملأ يومك بمجموعة من المهام غير المهمة، أو تُهدر وقتك وجهدك في قراءة الرسائل الإلكتروني أكثر من مرة دون اتخاذ قرار هام بشأنهم، أو تأجيل القيام بمهمة ما لأنك ستذهب إلى تناول الطعام أو شرب كوب من القهوة.

هنا نعلم أنه لا فرق بين المماطلة و التسويف، فهما على حدٍ سواء فالمعنى.

علاج التسويف و المماطلة

عليك أن تعرف الأسباب الحقيقية التي تدفعك إلى المماطلة و التأجيل لكي تتمكن من حلها، فعلى سبيل المثال ربما تتجنب تنفيذ بعض المهام لأنك تشعر أنها مملة أو تبعث على السأم، وهنا من الضروري أن تبحث عن أشياء تجعلك تشعر بالإثارة والمتعة.

وهناك بعض الأشخاص الذين يخشون النجاح مثلما يخشون الفشل، ظنًا منهم أن نجاحهم سيغرقهم في الكثير من المهام وسيحملهم المزيد من المسؤوليات.

ويوجد سبب رئيسي قد يدفع إلى المماطلة و التأجيل والذي يتمثل في عدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة، و لكي تتخلص من المماطلة و التأجيل عليك اتباع التالي:

تمرن على المماطلة المنظمة

في عام 1996، تحدث جون بيري، أستاذ الفلسفة في جامعة ستانفورد، عن مفهوم جديد يُدعى “المماطلة المنظمة”، وأوضح أنه يعني وضع الأمر الأكثر صعوبة وإلحاحًا في أعلى قائمة أولوياتك، وفي الوقت نفسه عليك وضع مهام أخرى مهمة في قائمتك، ويقول إنه سيساعدك على إنجاز أكبر عدد ممكن من المهام.

تجنب توبيخ نفسك

المشاعر أو العواطف السلبية قد تكون محفزة، وفي بعض الأحيان قد لا تكون كذلك، يقول سيرويس إنه عندما تكون منغمسًا في المشاعر السلبية والسيئة مثل العار أو الخوف، لن تستطيع التعامل مع الأمور بموضوعية.

وهناك مجموعة من التمارين لمساعدة الشخص على إدراك الموقف، وحتى يتصدى للمشاعر السلبية، وذلك قد يكون من خلال التسامح، والتعاطف.

كافئ نفسك

لا عيب من مكافأة نفسك إذا تمكنت من اتمام مهمة صعبة في الوقت المناسب، أو تسليم مشروع ما في الوقت المُحدد، على سبيل المثال اشتري لنفسك قطعة من الحلوى أو كعك بالنكهة التي تفضلها.

اقرأ ايضاً: ما هو التخطيط للدرس؟

تجارب لاشخاص استطاعو القضاء على المماطلة و التأجيل

كيف اتخلص من المماطلة و التأجيل؟
كيف اتخلص من المماطلة و التأجيل؟

التجربة الاولى

تقول احداهن انها استطاعت القضاء على المماطلة و التأجيل من خلال اتباع التالي:

  • بالنسبة لي كان السبب الرئيسي للمماطلة هو السوشل ميديا. قمت بتنزيل تطبيق appblock لاقفال السوشل ميديا كل النهار و جعلها متاحة فقط في المساء.
  • نظمت اوقات نومي. الشيء الذي ساعدني في هذه النقطة هو تصميمي على صلاة الفجر في وقتها.. في البداية كنت اضع منبه والآن والحمدلله اصبحت استيقظ في وقت الصلاة بدون منبه.
  • بدأت باستخدام To Do List. فاصبحت كل صباح اكتب الاعمال التي اود انجازها في اليوم واقوم بشطبها فور الانتهاء. هناك العديد من التطبيقات التي توفر To Do Lists.
  • نظمت مكان عملي و دراستي وحولت مكان الدراسة من البيت الى المكتبة… بهذه الخطوة اصبح انتاجي اكثر.
  • قرأت و شاهدت الكثير من الفيديوهات التخفيزية عن هذا الموضوع.
  • النية والتوكل على الله في كل صباح.

التجربة الثانية

يقول احدهم في تجربته في القضاء على التسويف و المماطلة:

المماطلة و التأجيل هو عادة يكون المرء قد اكتسبها في اللاشعور بسبب بعض الكسل معظم الاحيان و بناء عادة جديدة و محو عادة قديمة عادةً ما يستغرق 21 يوم و من أجل ان تصبح محترفا في عادتك الجديد يجب عليك المتابعة حتى 90 يوم و بعدها سيصبح هذا اسلوب حياة.

آي عندما يكون لديك عمل و لا توجد لديك ٱي أسباب حقيقة تجعلك تؤجل العمل عليك ان تذهب لانجازه فورا من اجل كسر عادتك القديمة و انشاء عادتك الجديدة و مع الممارسة ستجد نفسك تخلصت من المماطلة و التأجيل، فهو فقط اسلوب حياة نمطي روتيني انت تتحكم فيه، لذا ان تمالكت نفسك قليلا و اردت حقا في البدء في التغيير فقم بربط خيط صغير على اصبعك ليذكرك بأنك تبني اسلوب حياتك الجديد، تبني عاداتك الجيدة، لا تبقى مسجون في المماطلة، تحدى ذاتك، كلما حاولت المماطلة في امر ما انظر الى الخيط في اصبعك و ارشح ان يكون لون الخيط اما احمر او برتقالي فهذه الالوان لها تأثير في التحفيز على الذهاب و انجاز العمل بسرعة، ستنبعث فيك طاقة.

لقد كنت انا في يوم من الايام من اكثر الناس كسلا و مماطلة و تأجيلا و لكن هذه الطريقة نفعت معي و اصبح التأجيل عادة من الماضي انظر اليه و انا سعيدة بما اصبحت عليه الان، فقد نجحت في تغلبي على نفسي.


يمنكم متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا
يمنكم متابعتنا على قناتنا على التليجرام من هنا
يمنكم متابعتنا على قناتنا على اليوتيوب من هنا
يمنكم متابعتنا على تويتر من هنا
تبرع لنا و ادعمنا من هنا

تعليقات (0)

إغلاق