سبب تراجع مياه البحر وهل هناك تسونامي يهدد المنطقة فعلاً؟

سبب تراجع مياه البحر وهل هناك تسونامي يهدد المنطقة فعلاً؟ بعد زلزال تركيا وسوريا، انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في عدة دول عربية، خاصة المغربية، تتحدث عن تراجع مياه البحر المتوسط في تلك الدول، حيثُ يحذر البعض من تسونامي محتمل في المنطقة، فيما يتوقع آخرون حدوث زلازل قوية في المستقبل القريب. لفهم هذه الظاهرة بشكل أكثر دقة، ننقل لكُم في هذه المقالة مقابلة مع الدكتورة المصرية إلهام محمود، خبيرة في البيئة وعلوم البحار في الأمم المتحدة وأستاذة في “الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء” في مصر.
حقيقة تراجع مياه البحر المتوسط في المنطقة
يعتبر الادعاء بتراجع مياه البحر الأبيض المتوسط غير واقعي، إذ إن أي تراجع أو قلة في مستويات المياه في الجزء الغربي من المتوسط ناتج بشكل رئيسي عن قلة الأمطار، والتي يفترض أن تزداد في المنطقة المغاربية بسبب موقعها الجغرافي بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي وتأثرها بالرياح الغربية المحملة بالأمطار. ومع ذلك، تشهد هذه المنطقة تذبذبًا كبيرًا في معدلات التساقط المطري، ونتيجة لذلك، تظل الأمطار غالبًا محصورة في السحب، مما يؤدي إلى جفاف المنطقة الغربية ونقص المياه، مما يؤثر على الغطاء النباتي والزراعة والعديد من الأنشطة الاقتصادية. ولكن، يجب التأكيد على أنه لم يحدث تراجع ظاهري في مياه البحر الأبيض المتوسط، ولا يوجد ما يدعو إلى القلق بشأن مصيره.
ما إمكانية وقوع تسونامي في البلدان المتوسطية؟
يعرف الجميع في منطقة البحر المتوسط، وخاصة في دول بلاد الشام وتركيا، بحركة التكتونية التي تحدث فيها إزاحة. ونعلم أن الزلازل تحدث عندما يحدث إزاحة أفقية أو عمودية في القشرة الأرضية، وتحدث هذه الظاهرة في المناطق التي توجد فيها الفوالق. ولحدوث تسونامي، يجب أن تحدث إزاحة عمودية بشكل قوي. ومن الحظ السعيد أن الإزاحة التي تحدث في منطقتنا عادةً ما تكون أفقية، ولا تسبب التسونامي. ومن المستحيل حدوث تسونامي في المنطقة المتوسطية في المستقبل، بما في ذلك المغرب العربي ومصر.
وفيما يتعلق بالزلزال في تركيا وسوريا، أظهرت الدراسات أن معظم إزاحة الطاقة التي حدثت كانت أفقية، وأن الإزاحة العمودية كانت نسبة صغيرة. ولم يحدث تسونامي بسبب هذا الزلزال، لأن التسونامي يحدث خلال ساعات بعد الزلزال وليس بعد أيام. لذلك، فإنه من المستحيل حدوث تسونامي نتيجة هذا الزلزال الذي حدث منذ أكثر من أسبوع. وعلى الرغم من هذا، تحذر السلطات التركية المجاورة للبحر الأبيض المتوسط من حدوث زلازل، لكنها تشير إلى أن الإزاحة العمودية نادرة ولا يمكن أن تسبب تسونامي.
قد لا تكون جميع الزلازل بقوة شديدة قادرة على تشكيل موجات تسونامي، حيث أن القوة الزلزالية وحدها ليست المحددة لوجود موجات زلزالية بحرية. بالإضافة إلى القوة، يتم تحديد وجود موجات تسونامي بناءً على قدرة الزلزال على توليد هذه الموجات الزلزالية البحرية. يتم تحديد قوة الزلزال بناءً على الإزاحة في بؤرته، حيث يتم تحديد خطورة الزلزال بناءً على بؤرة في باطن الأرض. بالإضافة إلى ذلك، يوجد بؤرة أخرى على سطح الأرض، حيث تتم عملية تفريغ الطاقة أو الإزاحة من هذه البؤرتين. إذا تم التفريغ بشكل أفقي، فإنه لا يسبب تسونامي، ولكنه لا يزال خطيرًا. وفي حالة التفريغ العمودي، يكون هذا خطيرًا أيضًا، حيث يتم إنتاج الموجات الزلزالية التي تسبب تسونامي في المناطق البحرية.
هل لزلزال تركيا تبعات طبيعية على البلدان المتوسطية كهزات ارتدادية قوية مستقبلا، ثوران براكين وغيرها؟
أصدر معهد الدراسات الجيولوجية الأمريكية، الهيئة الكبرى التي تسجل الحركات الأرضية والزلازل، خريطة تفيد بحدوث حوالي 85 زلزالاً في المنطقة المحيطة بتركيا وسوريا. من بين هذه الزلازل، تم رصد زلزالين قويين بقوة 7.5 و7.8 على مقياس ريختر. وعلى الرغم من أن الزلازل الضعيفة لا يمكن أن تتسبب في آثار كبيرة، إلا أنها قد تسبب بارتدادات أو اهتزازات بسيطة في مناطق أخرى.
اقرأ أيضاً: من هو الخبير الهولندي الذي توقع زلزال تركيا
وفيما يتعلق بتبعات هذه الزلازل، فمن المرجح أن تكون الآثار الرئيسية محصورة في المنطقة المحيطة بالزلازل، مع بعض الارتدادات البسيطة في مناطق مثل خليج العقبة وشمال البحر الأحمر. وعلى الرغم من أن دولًا مثل اليونان وقبرص قد يشعرون بهذه الارتدادات، فإنها لن تسبب ضررًا جسيمًا.
ومن المهم الإشارة إلى أن البحر الأبيض المتوسط لا يكفي حجمًا لتحمل موجات تسونامي. وعلى الرغم من عدم القدرة على التنبؤ بالزلازل بالضبط، يمكن التنبؤ بمكان حدوثها باستخدام خرائط معتمدة تحدد المناطق المعرضة لخطر الزلازل.
سبب تراجع مياه البحر وهل هناك تسونامي يهدد المنطقة فعلاً؟
إلى هُنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا إلى خِتام هذه المقالة التي ذكرنا لكُم فيها معلومات وافية عن سبب تراجع مياه البحر و عن امكانية حدوث تسونامي، وغيرها من المعلومات. مصدر هذه المقالة هو موقع فرانس24 و المقابلة تمت مع الدكتورة المصرية إلهام محمود، خبيرة البيئة وعلوم البحار بالأمم المتحدة والأستاذة بـ”الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء” بمصر. شكراً لكَّ على اختيارك لمنصتنا.
يمنكم متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا |
---|
يمنكم متابعتنا على قناتنا على التليجرام من هنا |
يمنكم متابعتنا على قناتنا على اليوتيوب من هنا |
يمنكم متابعتنا على تويتر من هنا |
تبرع لنا و ادعمنا من هنا |