القانون والمجتمع العشائري المتمرد بين الماضي والحاضر

القانون والمجتمع العشائري المتمرد بين الماضي والحاضر

أ. زينب محمد

كان للعشائر العراقية الدور الأبرز والأهم في مقاومة الاحتلال منذ ثورة العشرين المعروفة لدى الجميع حتى نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، رسّخت معها قانونًا خاصًّا موازٍ للقانون العام ولا يقل أهمية عن معتقدات البعض منهم.

حيث بدأ المواطن العراقي يظهر تفضيلًا أكبر للقانون العشائري، ونرى ذلك كثيرًا في العراق. حتى في الدول الأخرى التي يسافر إليها المواطن العراقي، يحترم القانون. ومع ذلك، في العراق، حتى إذا كان هناك قانون، فإن البعض لا يحترمه، على سبيل المثال، قوانين المرور والسرعة وإشارات المرور.

نرى الكثير من سائقي السيارات لا يلتزمون بالقوانين عند قيادتهم، حيث يتجاوز بعضهم إشارات المرور ويقود بسرعة فائقة، مما يؤدي إلى وقوع حوادث وإحداث أذى للأرواح البشرية. وعند وقوع حادث، تقف العشيرة بأكملها للمطالبة بالتسوية وتغلق القضية. وهنا نرى أن القانون غير موجود، وأن الأفراد والعشائر يعملون خارج نطاق القانون في معظم المشكلات.

تابع أ. زينب محمد على انستقرام: اضغط هنا.

وبالمثل، عند وقوع جريمة قتل، تجتمع العشيرة الخاصة بالمقتول والقاتل للتفاوض حول دية القتيل ودفع مبلغ مالي لعائلة الضحية، ويتم التنازل أمام القانون عن المجرم. وبذلك يخرج القاتل كأنه لم يفعل شيئًا.

وبالمثل، عندما تطلب البنت الطلاق من زوجها، تجتمع العشيرة ويقومون بالتفاوض فيما بينهم والتنازل عن حقوق الأطفال والبنت. ويتوجب عليهم الذهاب إلى المحكمة فقط لإجراء عملية الطلاق أو توقيع التنازلات. ونرى الكثير من الحالات التي نشاهدها وتحدث أمامنا، حيث نرى أن القانون غير موجود بسبب التمسك بالعشائر والعادات.

هذا ما يجعل القانون ضعيفًا في مجتمعنا، لأن الأفراد ليس لديهم خوف من القانون، بل يعتبرون أن العشيرة هي التي تتولى الأمور. وعندما يتحدث أي شخص، يقول “أنا من العشيرة الفلانية وأنتم تعودون لها”، هكذا يتم التعبير. وثق أن العشيرة لن تسمح له بأن يخضع للعقاب القانوني.

هذا ما جعل المجتمع يمترد على القانون، حيث أصبحت العشائر هي التي تحكم الدولة في العراق، وهذا ما يُطلق عليه من وجهة نظري قانون العشائر بدلاً من قانون الدول.


يمنكم متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا
يمنكم متابعتنا على قناتنا على التليجرام من هنا
يمنكم متابعتنا على قناتنا على اليوتيوب من هنا
يمنكم متابعتنا على تويتر من هنا
تبرع لنا و ادعمنا من هنا

تعليقات (0)

إغلاق