نظرية التعلم اللفظي المعرفي القائم على المعنى ل اوزوبل
تمثل نظرية اوزوبل للتعلم اللفظي المعرفي القائم على المعنى إحدى النظريات المعرفية الهامة التي حاولت أن تفسر ظاهرة التعلم من منظور معرفي.
الإطار العام لنظرية أوزوبل
حاول (أوزوبل) في هذه النظرية تفسير كيف يتعلم الأفراد المادة اللفظية المنطوقة والمقروءة . ويرى أوزوبل أن المعلم يستقبل المعلومات اللفظية ويربطها بالمعرفة والخبرات السابقة، وبهذه الطريقة تأخذ المعلومات الجديدة بالإضافة إلى المعلومات السابقة معنی خاصا لديه ، وعلى ذلك فإن سرعة وفاعلية التعلم تعتمدان على عدة عوامل أهمها:
- مدى ارتباط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة داخل البناء المعرفي للفرد.
- مدى تنظيم المعلومات وترابطها داخل البناء المعرفي للفرد.
- مدى قدرة كل من المعلم والمتعلم على اكتساب المعلومات الجديدة الحيوية والمعاني والدلالات.
العوامل التي تؤثر على سرعة وفاعلية التعلم عند أوزوبل:
یری (أوزوبل) أن هناك بعض العوامل المهمة ليكون التعلم فعالا ويمكن استعراض هذه العوامل على النحو التالي:
- يرى (أوزوبل) أن التعلم هو نوع من أنواع النشاط الفعلي المعرفي فيه يتفاعل التمثيل المعرفي الداخلي للمعلومات والخبرات السابقة والمعلومات الجديدة ، وهذا التفاعل هو الذي يؤثر على تعلم المعلومات الجديدة، فناتج التعلم يختلف باختلاف مدى قدرة المتعلم على عمل الارتباط بين المعلومات الجديدة والمعلومات السابقة. فالارتباط إذا كان حقيقيا كان تأثير التعلم السابق على اللاحق إيجابيا ، أما إذا كان الارتباط تعسفياً كان التعلم أقل فاعلية وأكثر قابلية للنسيان.
- تنظيم المعلومات وترابطها داخل البناء المعرفي للفرد، فهذا التنظيم والترابط يؤدي إلى حماية الفكرة الجديدة من النقد والنسيان السريع، فالأفكار التي يتم تنظيمها بوضعها في علاقة ارتباطية مع الأفكار الأخرى تكون أقل عرضة للنسيان من الأفكار التي توضع بمعزل عن غيرها من الأفكار.
- تزداد قابلية المعلومات للحفظ والتذكر كلما أمكن لكل من المعلم والمتعلم اشتقاق المعاني والدلالات حيث تميل المادة الجديدة إلى أن تكتسب جزءا من معناها الإضافي من العناصر المألوفة والمشابهة لها في البنية المعرفية ذات المعني.
أنماط التعلم في نظرية [أوزوبل]:
هناك أربعة أنماط من التعلم لدى [أوزوبل] ، هي :
- النمط الأول : التعلم بالاستقبال القائم على المعنى التام.
- النمط الثاني : التعلم بالاستقبال القائم على الحفظ.
- النمط الثالث : التعلم بالاكتشاف القائمة على المعنى التام.
- النمط الرابع : التعليم بالاكتشاف القائمة على الحفظ.
فمن خلال التعلم بالاستقبال لا يقوم المتعلم بأي دور في اكتشاف هذه المعلومات وإنما دوره يتحدد في استقبال المعلومات التي تعرض أمامه فقط.
أما في التعلم بالاكتشاف فإن المتعلم يؤدي دورا رئيسا في تحديد وتشكيل بعض هذه المعلومات والمعارف، أي أن المتعلم يحصل بنفسه عليها في هذا الموقف بشكل مستقل.
المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في نظرية أوزوبل:
المعنى:
يري [أوزوبل] أن الشيء يكون له معني عندما يسثير في وعينا صورة مكافئة له فأي مفهوم لا يكتسب معناه إلا إذا كان موجودا من قبل في العقل – فكلمة سيارة لا تتخذ معنى لدى الفرد إلا إذا كان هناك تمثيل عقلي لماهية السيارة.
البنية المعرفية:
يقصد بها المفاهيم أو الأفكار شبه الثابتة والمنظمة تنظيماً ذاتياً ومتمایزاً في وعي المتعلم، ويفترض [أوزوبل] أن طبيعة هذا التنظيم طبيعة هرمية متدرجة من المفاهيم الأكثر شمولا في القمة إلى المفاهيم الأقل شمولا .
المنظمات المسبقة أو التمهيدية :
ويقصد بها مجموعة من العبارات التنظيمية التي تكون على درجة عالية من الجهد والعمومية والتي تستوعب أو تضم موضوعا ما أو هي الأفكار الرئيسة المراد استخلاصها من تعلم موضوع ما وترتبط بتفاصيل ذلك الموضوع.
الفروض التي تقوم عليها نظرية [أوزوبل]:
- يصبح التعلم أكثر يسرا كلما كان حجم الارتباط بين ما يتعلمه الفرد ومحتوى البناء المعرفي لديه كبيرا.
- الارتباط بين مواد التعلم الجديدة والبناء المعرفي للفرد قد يكون جوهرها بمعنی ألا تتغير هذه العلاقة الارتباطية بتغيير صيغ التعبير عنها، وقد يكون ارتباطا تعسفياً ينعدم فيه عامل المعنى.
- لكل فرد أسلوبه الخاص المميز في استقبال، ومعالجة وتجهيز المعلومات ومن ثم تسکينها داخل بنائه المعرفي، حيث تكتسب هذه المعلومات معناها الخاص في ضوء ما لدى المتعلم من خبرات شعورية ومعلومات سابقة .
- تتاح المعلومات اللفظية للمتعلم من خلال أسلوبي التعلم بالاستقبال أو الاكتشاف.
- استخدام المنظمات المسبقة يرفع من كفاءة عمليتي التعليم والتعلم ويُيسر عملية إحداث ترابطات لشبكة المعاني داخل الذاكرة.
- التعلم بالاستقبال القائم على المعنى أكثر فاعلية من التعلم بالاستقبال القائم على الحفظ والاستظهار.
- التعلم بالاكتشاف القائم على المعنى أكثر فاعلية من التعلم بالاكتشاف القائم على الحفظ.
- التعليم بالاكتشاف القائم على المعنى أكثر فاعلية من التعلم بالاستقبال القائم على المعنى.
التطبيقات التربوية لنظرية [أوزوبل]:
من خلال استقراء نظرية [أوزوبل] يتضح لنا أن التعلم ذا المعني يؤكد على دون العمليات المعرفية كالفهم والإدراك والاستدلال في التعلم.
كما أن التعلم في هذه النظرية يهتم بالدور الحيوي للمنظمات المتقدمة التي تسهم في إدراك وتمييز الأفكار الموجودة في المادة الجديدة، وبناء علاقة ذات معنی ببن هذه الأفكار وتلك الموجودة لدى المتعلم .
كما أن من أسس النظرية المساهمة في انتقال أثر التعلم وهو أحد أهداف التعلم الرئيسة، وهنا يرى [أوزوبل] أن هدف التعلم المدرسي هو مساعدة المتعلم على اكتساب المعلومات والاحتفاظ بها، ثم نقلها إلى المواقف التعليمية الجديدة، فضلا عن أهميتها التطبيقية في مجالات التعلم المدرسي الأخرى، كتخطيط المناهج الدراسية، وأساليب التدريس، وخاصة تطبيق أسلوب التعلم القائم على الاكتشاف والاستقبال.
كما أن نظرية [أوزوبل] تُعنى بأساليب معالجة المتعلم للمعلومات المقدمة له في المادة التعليمية، وبأساليب تقديم هذه المادة للمتعلم.
يمنكم متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا |
---|
يمنكم متابعتنا على قناتنا على التليجرام من هنا |
يمنكم متابعتنا على قناتنا على اليوتيوب من هنا |
يمنكم متابعتنا على تويتر من هنا |
تبرع لنا و ادعمنا من هنا |