هل التدريس علم أم فن؟
لعلك لاحظت وأنت طالب عزيزي المعلم اختلاف المعلمين في طرائقهم، وأساليهم، وفي قدراتهم على إيصال المعلومة ، وفي مدى جاذبيتهم، فمنهم من کنت تنتظر درسه بفارغ الصبر، ومنهم من كنت تشعر في در سه بملل وضجر وضيق ، فما سبب كل هذا التباين بين هذه الفئات من المعلمين؟ وهل يخلق المعلم من أساسه معلما؟ التدريس فن ام علم؟
إن السبب في اختلاف المعلمين هو ما يتمتعون به من سمات وصفات جيدة ، إضافة إلى طرائقهم وأساليبهم ووسائلهم المتبعة في التدريس، وإن المعلم لم يخلق معلما بل إنه يحتاج بالإضافة إلى مزاياه الخاصة إلى نوع من التأهيل والتدريب، وصقل للمواهب، وبهذا يكون التدريس مزيج من العلم والفن.
التدريس علم:
له أصوله وقواعده التي تساعد في فهم التدريس وتيسير ما يحدث في بيئة التعلم والتنبؤ بما يحدث فيها تمهيداً للسيطرة على مجريات هذه العملية وتوجيهها نحو الأفضل، والتعامل مع التدريس على أنه نظام له مدخلاته وعملياته ومخرجاته.
التدريس فن:
حيث إن بعض مظاهره ذات طابع فردي أو شخصي، تلعب فيه خبرة المعلم وقيمه وعاداته ومفهومه من التدريس دورا مركزية، ولذلك يختلف المعلمون في تعاملهم مع مواقف التعلم المتنوعة وبراعتهم في استغلال كل فرصة متاحة لجذب انتباه طلابهم ودفعهم للمشاركة في نشاطات التعلم بشغف واهتمام، كما يفعل الممثل تماما على خشبة المسرح مستغلا نبرات صوته وتعبيراته الجسدية وسرعة بديهته في معالجة المواقف الطارئة واستثمارها، وكما يفعل المخرج ومعد السيناريو في إعداد القصة والسيناريو والحوار لتحويل المعنوي إلى مجسد يشغل حيزا من الفراغ يملأ به عين المتلقي.
اقرأ ايضاً: ما هي مهارات التدريس؟
يمزج المعلم في ممارساته بين التدريس كعلم والتدريس كفن، وبذلك يكون التدريس الفعال بمثابة فن مؤسس على علم ، أو هو علم يقوم على فن ، حيث يقوم العلم على السيطرة، والإدراك الكاملين للجانب الأكاديمي المتمثل في معرفة المعلومات العلمية الصحيحة المقررة على التلاميذ، ويقوم الفن على الوسائل التي من خلالها يمكن توصيل هذه المعلومات توصيلا جيداً وسهلاً للتلاميذ.
ومن هنا يتبين لنا أن كل من يحاول الإجابة على هذا السؤال هل التدریس علم أم فن؟ كالذي يحاول قص الشعرة بشكل طولي كما يقول المثل الإنجليزي ، والدخول في هذا السجال نوع من السفسطة التي لا تستقيم ومعارفنا الحديثة سيما ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، وإن النظر إلى مهنة التدريس من خلال هذه الثنائية الحادة نظرة قصيرة لا تمكننا من فهم طبيعة هذه المهنة في هذا العصر المتغير على الدوام، وما يفرضه عليها هذا التبدل من مواءمة لطرائقها وأساليبها بما يخدم أهداف العملية التعليمية .
يمنكم متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا |
---|
يمنكم متابعتنا على قناتنا على التليجرام من هنا |
يمنكم متابعتنا على قناتنا على اليوتيوب من هنا |
يمنكم متابعتنا على تويتر من هنا |
تبرع لنا و ادعمنا من هنا |