النظرية السلوكية

النظرية السلوكية

يشهد العالم اليوم تحولا في تصور العمل التعليمي تمثل في المرور من التمركز على التعليم على التمركز على التعلم فاحتل السؤال المركزي ” كيف نتعلم؟” مكان الصدارة، وأصبح المعلم يتساءل كيف يساعد المتعلمين على التعلم.

من هنا جاء الاهتمام بالتعلم وبنظرياته العلمية التي تساعدنا على ممارسة الفعل التعليمي التعلمي وتجويده ؛ لذا فإن الآمال كبيرة لمعرفة هذه النظريات والانتفاع بما يمكن أن ييسر العملية التربوية ويحقق نجاعتها.

في هذا الموضوع نتعرف على النظرية السلوكية، و كل ما في هذا المقال من معلومات مصدره كتاب زاد التعلم للدكتور عمر دحلان.

ما هي النظرية السلوكية

كانت بدايات الاتجاه السلوكي على يد العالم (جون واطسون) عام 1913م وهو عالم نفس أمريكي تأثر بأعمال العالم الروسي بافلوف (1849 – 1958 ) تأثرا عظيما وانتهى به الأمر إلى اعتبار السلوكية هي علم النفس الوحيد، وإنها تقف على قدم المساواة مع علوم الحيوان والفسيولوجيا والكيمياء، وتعتبر السلوكية من وجهة نظر بافلوف دراسة الأفعال السلوكية بصورة مباشرة.

ثم جاء سكنر الذي ولد عام 1904م في إحدى مدن بنسلفانيا الأمريكية حيث اهتم بدراسة كتابات واطسون وبافلوف حول سلوك الإنسان والحيوان، وقد عرف سلوك الاستجابة بأنه : “تجاوب أو رد فعل من الكائن للبيئة، كما عرف السلوك الفاعل بأنه :” ما يقوم فيه الكائن بالتأثير في البيئة والفعل فيها”.

اختبر نفسك: أسئلة الشامل في التربية – الجزء الأول

ثم ظهر تصور ئورندايك للتعلم بالتأثير قانون الأثر والذي يعتقد أن تأثير التعزيز هو تقوية الرابطة بين المثير و الإستجابة، و ظهرت مفاهيم مثل المعزز و التعزيز و تشكيل السلوك و إطفاء السلوك.

العناصر الأساسية التي تقوم عليها النظرية السلوكية :

1- السلوك في الغالب متعلم أي أن السلوك الإنساني في معظم أنماطه متعلم الإيجابي منه أو السلبي على حد سواء وبهذا فمن الممكن إكساب الطالب السلوك الإيجابي، وتعديل السلوك السلبي لديه أو إلغاؤه واستبداله بسلوك إيجابي.

2- الدافعية: هي المسؤولة عن تحرير مخزون الطاقة لدى الطالب بتوجيه سلوكه ليشبع حاجاته وطالما أن السلوك متعلم فلا يحدث التعلم بدون دافعية.

3- المثير والاستجابة: كل سلوك للطالب عبارة عن ردة فعل أو استجابة لمثير قد تعرض له استجابة سليمة.

4- التعزيز والممارسة: إن تعزيز الاستجابة الإيجابية للمثير أي السلوك الإيجابي يقوي هذا السلوك ويثبته وهذا يؤدي إلى تطبيقه وممارسته في المستقبل عند مواجهة مثير مشابه.

5- الانطفاء : وهو عکس مبدأ التدعيم و التعزيز وهو ضعف و اختفاء السلوك المتعلم إذا لم يمارس.

6- التعميم: هو انتقال أثر المثيرو الموقف الي مثيرات و مواقف أخري أي أن الفرد ينزع الي تعميم استجابته المتعلمة على استجابات أخري تشبه الاستجابة المتعلمة.

7- التعليم بالتقليد والمحاكاة : عادة يكتسب الأفراد بسلوكهم من خلال مشاهدة نماذج من البيئة و قيامهم بتقليدها ومحاكاتها.

المسلمات الأساسية التي تستند اليها النظرية السلوكية:

1- إن السلوك الإنساني يخضع لعدد من المتغيرات أو المؤثرات الداخلية (أي في الفرد نفسه) أو الخارجية في البيئة المحيطة بالإنسان.

2- إن السلوك الذي يتم تعزيزه يكون أكثر قابلية للتكرار من السلوك الذي لا يعزز.

3- إن السلوك الإنساني إجرائی قابل الملاحظة والقياس والتقويم ضمن معايير محددة.

4- إن السلوك الإنساني سواء الإيجابي أو السلبي منه متعلم أي مكسب من عملية التعلم والتعليم، ويمكن تعديل السلوك غير السوي من خلال تطبيقات النظرية السلوكية.

5- إن السلوك لدى فرد أو مجموعة أفراد ليس بالضرورة يكون قد نتج عن نفس العوامل والمؤثرات، وقد لا يؤدي نفس المؤثر بالضرورة إلى نفس الاستجابة عند الأفراد المختلفين ولا يؤدي نفس الاستجابات عند نفس الفرد تحت ظروف مختلفة وتعتبر تكتيكات التدخل في هذا الاتجاه بسلسة التطبيق في الصف، حيث إن معظمها بتطلب من المعلم إعادة تنظيم البيئة أو مراقبة السلوك وأهم هذه التكتيكات ، هي:

أولاً: التدخل البيئي عن طريق: تغيير الموقف بواسطة :

  • إزالة المثيرات المشتتة.
  • تزويد المتعلم بمثيرات مناسبة للسلوك.
  • إبعاد المتعلم عن الموقف غير المناسب.
  • تزويد المتعلم بنموذج لسلوك مناسب.

ثانياً: ضبط توابع السلوك عن طريق : تعزيز السلوك المناسب بإجراءات التعزيز المختلفة أو التغذية الراجعة ومنها:

  • إطفاء السلوك غير المناسب عن طريق إيقاف التعزيز.
  • إطفاء السلوك غير المناسب عن طريق العتاب.
  • استخدام الفرص المناسبة للانخراط في نشط محبب كمكافأة للطفل على
  • سلوك غير مفضل.
  • وضع هدف ومراقبة التقدم للوصول إليه.

ثالثا: الضبط الذاتي عن طريق:

  • تدريب المتعلم أن بضع أهدافا.
  • أن يتعامل مع المثيرات في بيئته الخاصة وصولا إلى تحقيق السلوك المرغوب فيه مستخدما الاتجاه السلوكي في التعامل مع الأفراد بشكل رئیس.

تعريف التعلم من وجهة نظر النظرية السلوكية

هو عملية يتعرض فيها المتعلم إلى معلومات أو مهارات ويتغير سلوكه أو يتعدل بتأثير ما تعرض له، وهذا التغيير ثابت نسبيا لأن التعلم الآلي لا يشكل تعلما، ولأن عملية التغييرالتي حدثت هي عملية لتحقيق هدف لحظي وبتحقيقه تنتهي دواعي استعماله أو تکراره أو تعديله أو تحسينه.

ويركز الاتجاه السلوكي على ثلاثة أنواع رئيسة من التعلم، وهي:

1- التعلم الشرطي: يحدث التعلم نتيجة لمثير قبلي غير شرطي طبيعي، وعند تكرار اقتران المثير غير الشرطي مع مثير محايد يصبح للمثير المحايد نفس قوة المثير غير الشرطي ويولد نفس الاستجابة التي يولدها المثير غير الشرطي.

2 – التعلم الإجرائي: حيث أشار سکنر إلى أن السلوك الإجرائي سلوك إرادي تزداد احتمالية حدوثه في المستقبل إذا اتبع بنتائج سارة.

3- التعليم بالملاحظة: يتعلم الفرد الاستجابات الجديدة في المواقف الاجتماعية من خلال ملاحظة سلوك النموذج. وبذلك ينظر هذا الاتجاه إلى الإنسان على أنه عضوية بيولوجية يجب أن تتفاعل مع البيئة لأجل البقاء، كما أن التفاعل ليس عشوائيا، ولكنه منظم ويتبع قوانین محددة، وبذلك يوجد علاقة وطيدة بين سلوك الإنسان وما يحدث في البيئة قبل وبعد حدوثه مما يجعلنا قادرين على التنبؤ بالسلوك وضبطه ويمكن أن يكون الضبط داخليا أو خارجياً. السلوك المنحرف أو الشاذ سلوك متعلم، يتضمن منظومة من الاستجابات غير الفاعلة في التعامل مع المشكلة التي لها تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها ، ويتبع مثل هذا السلوك الفشل والانسحاب والذهول والخوف والقلق.

يتعامل هذا الاتجاه مباشرة مع السلوك المستهدف من خلال زيادة السلوك إذا كان مرغوبا فيه أو التقليل منه إذا كان غير مرغوب فيه أو تشكيل السلوك في حالة عدم وجود السلوك المرغوب فيه أصلا.

التطبيقات التربوية للنظرية السلوكية:

الشروط الأساسية اللازمة لحدوث التعلم هي:

أولاً: الدافع للتعلم:

إن وجود دافع عند المتعلم شيء أساسي في عملية التعلم ولا تتم بدونه وأفضل المواقف التعليمية هي التي تعمل على تكوين مثل هذه الدوافع عند الأفراد.

ومن الطرق التي يستعين بها المعلم لتحقيق دافعية التلاميذ نحو التعلم على وجه أفضل ما يلي:

  • توضيح الغرض وصياغة الدروس في صورة مشكلات.
  • زيادة الخبرة بالموضوعات التعليمية المراد تكوين دافع لها.
  • العتاب والإثابة.
  • النجاح والرسوب.
  • صياغة الدروس في صورة مشكلات.
  • تكوين عادات تدفع التلميذ نحو القيام بأعمال مماثلة .
  • تكوين الميول.

ثانيا: مراعاة عامل النضج في التعلم المدرسي.

ثالثا: الممارسة والتعلم المدرسي.

ويمكن أن يوجه المعلم تلاميذه لأنواع من النشاط من خلال ممارسة التلميذ للموضوعات المتعلمة مثل ( الشرح النظري، المناقشة ، القراءة، إجراء التجارب ، القيام بالمشروعات)، ولكي ينجح المشروع لا بد من المرور بعدد من الخطوات منها (اختياره، وضع خطته ، التنفيذ، التقييم).


يمنكم متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا
يمنكم متابعتنا على قناتنا على التليجرام من هنا
يمنكم متابعتنا على قناتنا على اليوتيوب من هنا
يمنكم متابعتنا على تويتر من هنا
تبرع لنا و ادعمنا من هنا

تعليقات (0)

إغلاق