مهارات التدريس: مهارة التعزيز
تعريف مهارة التعزيز بأنها:
مجموعة من السلوكيات (الأداءات) التدريسية التي يقوم بها المعلم بكفاءة بغرض تشجيع الطالب على تكرار السلوك المرغوب فيه، الأمر الذي يؤدي إلى تقوية هذا السلوك وظهوره مرات أخرى.
ويرى (جابر عبد الحميد جابر، 1994) أن للتعزيز العديد من النتائج ذات العلاقة بتعلم الفرد وشخصيته وبتشكيل سلوكه منها:
- يقوم التعزيز بإثارة الدافعية للتعلم لدى الفرد ودفعه إلى بذل جهد أكبر.
- يعتبر وسيلة فعالة لزيادة مشتركة المتعلم في الأنشطة التعليمية المختلفة .
- يزيد من مفهوم الذات لديه ومن شعوره بالنجاح.
- يلعب دوراً هاماً في حفظ النظام وضبطه في الفصل.
- إن تأثير التعزيز لا يقف عند حد سلوك الطالب المعزز وحده، وإنما يتعدى ذلك إلى التأثير في سلوك بقية زملائه من الطلاب.
ويوجد العديد من أنماط المعززات التي يمكن أن يستخدمها المعلم في التدريس منها ما يلي :
- المعززات اللفظية: فهناك الكثير من الألفاظ (الكلمات) والجمل والعبارات التي يمكن أن يستخدمها المعلم كمعززات لفظية لاستجابة الطالب عقب صدورها منه، ومن أمثلة هذه الألفاظ: رائع، ممتاز، صحیح، جید، عظیم، حسن به جميل ، رائع ، مدهش.
- المعززات غير لفظية : وهي تشير إلى رسائل بدنية (جسمية صادرة من المعلم نحو الطالب، عقب قيام الأخير باستجابة مرغوب فيها، بمعنى أن هذه المعززات تأخذ شكل إشارات جسدية أو حركية تحمل معنی مرغوباً فيه للطالب، ومن هذه الإشارات والحركات ما يلي : الابتسامة، والتواصل العيني وتحريك الرأس إلى الأمام أكثر من مرة، ولمس كتف الطالب أو التربيت عليه بحنو، و مسح شعر الطالب بحنو، والمصافحة باليد، و التصفيق.
- المكافآت المادية : وهي أشياء ذات قيمة مادية للطالب وتمنح له عقب قيامه بالاستجابة المرغوب فيها بقصد تعزيزها، ومن أمثلة هذه الجوائز الحلوى ، الدمى، الأقلام، النقود، الميداليات، الكتب…
- المعززات الاجتماعية: ومن هذه المعززات : المديح المسهب نوعاً ما لإنجازاته وبیان نقاط تميزه، ومنح الطالب شهادة تقدير، أو تسجيل اسمه في لوحة الشرف، أو عرض أعماله على بقية زملائه، أو تعيينه رئيسا للفصل، أو تفويضه في الإشراف على بعض الأعمال الصفية مثل (جمع الكراسات وحصر الحضور ..)، أو وضع صورته ونبذة عن تفوقه في صحيفة المدرسة، أو إقامة حفلة تكريم له.
شروط التعزيز:
- يكون فورياً ومواظباً عليه ومقتصراً على السلوك الظاهر في الموقف التعليمي.
- يكون متنوعاً ومتجدداً ومتقطعاً ليكون أكثر فاعلية.
- يكون هادفا وليس عشوائيا.
- أن يكون المعلم عادلاً في التعزيز بين الطلاب.
- أن يكون المتعلم على دراية بسبب تعزيزه.
- أن يكون الثواب متناسبا من حيث شدته مع نوع السلوك المكافأ.
ملحوظة : عند توظيف التعزيز المادي عليك عزيزي المعلم أن تعلن عن الشيئ المعزز به أولاً قبل طرح سؤالك، وتبين للطلاب بأن التعزيز المادي القادم هو السؤال الذي سيطرح فقط، ويعد طرح السؤال تقدم الإثابة للطالب المجيب، وبذلك تمنع كل ما يدعو إلى الاحباط أو التذمر أو المنافسة غير الشيريفة بين المتعلمين.
أنواع التعزيز:
- التعزيز الإيجابي: وهو المكافأة بتقديم الشيء السار، وهو نوع من التعزيز الإيجابي الشائع. وأشهر أنواعه تقيل العمل أو السلوك والموافقة عليه، وقد يكون ذلك بالكلام أو الابتسام أو حتى هز الرأس بالموافقة. وهو نوع مباشر التأثير ولا يحتاج إلى إعداد مسبق، وشرطه الوحيد أن يكون منها العمل أو السلوك.
- التعزيز السلبي: وهو المكافأة باستبعاد الشيء غير السار، وهو نمط أقل شيوعاً من النمط السابق وأقل نفعاً منه، ولا سيما في المدارس الأساسية، والأساس في استعمال هذا النمط أن يكون بديلا بناءَ لعقوبة سابقة تم استخدامها للتخلص من سلوك غير مرغوب فيه. فعدم الرضا الذي أبداه المعلم للطالب بسبب قصوره في أداء المهمة، يزول عندما يكمل الطالب تلك المهمة بالمستوى المطلوب.
ويختلف العقاب عن التعزيز السلبي ففي الأول يتم تقديم المثير السلبي أو المؤلم بينما يكون الثاني بازالة هذا المثير المؤلم.
- العقاب الإيجابي: وهو العتاب بتقديم الشيء غير السار، وكما ذكرنا أن التقبل أو الموافقة أشهر أنواع المكافأة وأنفعها وأكثرها مرونة، كذلك فان عدم التقبل أو الرفض فهو أكثر أنواع العقاب استعمالاً وتفعاً، وقد يتراوح ذلك بين عبوس الوجه، وهز الرأس سلباً، وإيقاع العقاب المادي التي تستبعده التربية كلها، وهنا أيضا، يلزم الاهتمام بنوع العقاب المستخدم من حيث مدى ملاءمته للسلوك والطالب على حد سواء، لأن العقاب غير الملائم أكثر ضرراً من المكافأة غير الملائمة.
- العقاب السلبي: وهو العقاب باستبعاد الشيء السار، وهو أسلوب کثیر الاستخدام في المرحلة الابتدائية ويمثل تطبيقه حالة تقع وسطاً بين تقديم القبول أو الموافقة أو عدم القبول أو الموافقة، ويمكن أن يحصل على ذلك بكف المعلم عن الاهتمام بالطالب الذي يخطئ سلوکياً والذي كان جيدا (بتلقي الشيء السار وهو اهتمام المعلم به) وفي ذلك تجاهل لسلوك الطالب غير المرغوب فيه ، مما قد يدفعه إلى تعديله إذا كان يعلق أهمية على اهتمام المعلم به، وقد يكون لهذا النوع تأثیر شديد على صغار الطلاب.
ملاحظة : “غالباً ما يرتبط التعزيز الإيجابي بالعقاب السلبي، والتعزيز السلبي بالعقاب الإيجابي”.
العقوبة قديماً وحديثاً
ظنَّ المربون القدامى أن العنف والشدة على البنين والبنات قد يأتي بخير، وذلك لجهلهم بالحقيقة المؤلمة ، وهي أن الشدة جعلت التلميذ كائنا ميت النفس، ضعيف الإرادة، خائر العزيمة ، قليل النشاط والحيوية، وفي عالم التربية اليوم ثورة حقيقية على العنف والشدة، التي كان الطفل والتلميذ ضحية من ضحاياها في البيت والأسرة والمدرسة والمجتمع، ونحن إذ ندعو إلى الجديد في هذه المسألة ليس لأننا لا نرغب عن القديم لقدمه؛ بل لأن القديم فيه مقدار من الظلم والطغيان لا ضرورة له ولا مبرر منطقي لممارسته.
للعقاب مميزات وعيوب: فمن مميزاته:
- يمنع سلوك التلميذ السيئ أو يقلل من حدوثه لفترة طويلة.
- يساعد التلاميذ على التمييز بين الأنماط السلوكية السليمة والأنماط السلوكية.
- يقلل من احتمال تقلید تلاميذ الفصل الآخرين للأنماط السلوكية السيئة.
أما عيوبه فقد يؤدي استخدام العقاب إلى واحدة أو أكثر من النتائج التالية:
- جعل التلميذ المعاقب عدوانياً.
- انسحاب التلميذ المعاقب من المواقف التعليمية كلياً، والانطواء على نفسه.
- جعل التلميذ المعاقب سلبياً بالنسبة لذاته أو للموقف، والشعور بعدم الثقة في النفس.
- ردود أفعال من زملاء التلميذ المعاقب کالسخرية والتعاطف تؤدي إلى فوضی.
نظريات العقاب
أولا: نظرية العقاب للحماية :
تمثل هذه النظرية مذهب المحدثين من علماء التربية الذين ينادون بالحرية، وحجة هؤلاء العلماء أن العقاب المدرسي لم يوضع ليكون وسيلة للقصاص أو الانتقام، بل وضع لحماية المجتمع ووقايته من الضرر.
ثانياً: نظرية المنع:
تعتبر هذه النظرية العقاب وسيلة ردع لغير المذنب من ارتكاب الخطأ.
ثالثاً: نظرية المجازاة:
تدعو هذه النظرية إلى أخذ المجرم والمذنب بجريرته، فيعاقب بحسب خطئه وبما يستحق دون الإسراف في العقوبة أو الانتقام من المذنب.
رابعا: نظرية الإصلاح:
تحتم هذه النظرية على المربين أن يكونوا على اطلاع کافٍ بخصائص التلاميذ ومراحل نموهم؛ ليسهل عليهم التعامل مع التلاميذ بما يليق بكل حالة على حدى، ولأن التلاميذ يختلفون في أمزجتهم وأخلاقهم وميولهم وطباعهم، فمنهم من تكفيه الإشارة، ومنهم من تؤثر فيه المقالة، ومنهم من يحتاج إلى العقاب البدني وإذا أردنا أن ننجح في الإصلاح فعلينا أن نستعمل الحكمة فيه، من خلال وزن الذنب ومعرفة الحافز عليه، بعد دراسة خصائص كل تلميذ ومعرفة الظروف التي تحيط به.
العقاب ماله وما عليه:
ربما يحقق العقاب البدني شكلا من أشكال الانضباط، ولكنه قد لا يؤدي إلى تعلم مثمر، وينصح بعدم اللجوء للعقاب البدني لما يترتب عليه من آثار جانبية ضارة وتجنباً لذلك ينصح باستخدام التعزيز السلبي، فالعقاب يورث الخوف، ويخشی أن يعمم المتعلم هذا الخوف على المعلم في كل حالاته بل على مادته الدراسية، وربما على كل المواد الدراسية، ثم على الجو المدرسي بشكل عام، ويكون إيقاع العقاب أحيانا ذا أثر آني، فإذا ما غاب موقع العقاب عاد الطالب المعاقب إلى سيرته الأولى ربما إمتناعاً في العناد أو ردة فعل للعقاب.
ولنعلم أن الجو الذي يسوده العقاب يصيب المتعلم بالعجز فيشعر بأن لا حول له ولا قوة، وبأن ما يحيط به مفروض عليه ولا مناص له إزاءه فما عليه إلا الاستسلام لقدره، فتراه عاجزا عن حل مشكلة عادية بسيطة، ومحتارا ومرتبكا أمام موقف غير جدير بالحيرة، وعازفا عن تعلم أي مادة دراسية.
كما يدعو الاتجاه الحديث في التربية إلى تحرير الطالب من الضغط والظلم والقمع والتحكم فكثيرا ما يؤدي الضغط والشدة إلى العناد والتقصير والتقليد والإهمال ، بينما ثبت بالتجربة أن التعزيز بأنواعه يحول الطالب المعاند والمقصر إلى مطیع ونشيط.
ويؤكد هذا المعنى عالم و فيلسوف التربية الإنجليزي (برسی نن) بقوله : ” إن شعور الطالب بالخطأ والندم على فعله يكفي للإصلاح والرجوع إلى الطريق المستقيم دون ممارسة الضرب والشدة والضغط، فكما أن لجهنم بابا للدخول فلها باب للخروج.
يمنكم متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا |
---|
يمنكم متابعتنا على قناتنا على التليجرام من هنا |
يمنكم متابعتنا على قناتنا على اليوتيوب من هنا |
يمنكم متابعتنا على تويتر من هنا |
تبرع لنا و ادعمنا من هنا |