نظرية التعلم الاجتماعي
تعددت النظريات التي تحاول تفسير کيفية حدوث التعلم، ومن هذه النظريات نظرية التعلم الاجتماعي، التي جاءت لتضيف بعدا جديدا لكيفية التعلم.
وإن أول من قدم هذه النظرية هو الأمريكي ألبرت باندورا (1963 – 1966).
وتتخذ نظرية التعلم الاجتماعي اتجاها سلوكياً اجتماعياً، وهي إلى جانب أنها نظرية سلوكية فهي نظرية معرفية، ففي رأي بندورا أن الاستجابات لا تتأثر آليا بواسطة المثيرات الخارجية بأسلوب میكانیكي آلي، بل إن الاستجابات للمثيرات إنما يتم تنشيطها ذاتيا، وعندما يتم تغيير السلوك بواسطة تدعيمات خارجية فإن ذلك يحدث لأن الفرد يكون واعيا وشاعرا بما يتم تدعيمه، وفي حالة تهيؤ لقبول هذا التدعيم المؤدي إلى تغيير السلوك.
وبالرغم من أن بندورا يتفق مع سكنر في أن سلوكنا يمكن أن يتغير نتيجة للتدعيم إلا أنه يري بناء على دراساته التجريبية، أن كل الأنماط السلوكية يمكن أن يتم تعلمها في غياب التدعيم المباشر، وذلك بملاحظة سلوك الآخرين ، وملاحظة النتائج التي يؤدي إليها هذا السلوك، وهي ما يسمى التعلم بالمثال أو التدعيم البديل .
كما يشير بندورا إلى التعلم من خلال النماذج وذلك أننا نلاحظ الأفراد الآخرين ثم ننصرف متخذين أنماطهم السلوكية نماذج، ومن هنا نلاحظ الفرق بين سکنر وبندورا في أن التعزيز يتحكم في السلوك عند سكينر بينما النماذج التي في المجتمع هي التي تتحكم في السلوك عند بندورا.
أخيرا يمكن القول أن السلوكية قد توسعت قاعدتها بإدخال نظرية بندورا التي تهتم بالجوانب الاجتماعية والمعرفية في التعلم وتغيير السلوك والنقطة الأساسية في نظرية التعلم الاجتماعي هي أن الناس يتعلمون من خلالها التقليد وملاحظة نماذج القدوة، وأن ما يشاهده الأطفال، يكون له تأثير كبير على سلوكهم الاختياري، ولذلك يطلق على هذه النظرية أيضا نظرية التعلم بالملاحظة، ومن الواضح أن أصل الفكرة ليس جديدا، فأثر الملاحظة والتقليد في التعليم معروفمنذ القدم.
وهي في الأصل امتداد وتطوير للنظرية السلوكية، حيث ترى نظرية التعلم بالملاحظة أن التعلم يحصل نتيجة لمحاكاة سلوك مشاهد، لكن هذه المحاكاة لا تكون بشكل فوري وآلي، بل بعد عمليات عقلية تشمل تنظيم المعلومات وتفسير المثيرات (السلوك الملاحظ) وتكوين الفروض عن نوع الاستجابة المرغوبة التي تؤدي إلى التعزيز المطلوب.
وتحاول النظرية أن تفسر كيف أن ما يشاهده الأطفال من مواقف عدوانية تجاه الآخرين، سواء حقيقية أو في التلفزيون، ينعكس على سلوكهم مع الآخرين، خاصة إذا حصل ذلك الملاحظ على مكافأة نتيجة لعدوانيته.
طرق حدوث التعلم حسب نظرية التعلم الاجتماعي
تعلم الفرد من خلال مشاهدة الآخرين، ويكون التعلم حسب الأنماط التالية :
1- الامتناع (الإحجام):
ففي كثير من الأحيان نتعلم ألا نفعل الشيء الذي نعرف كيف نعمله لأن النموذج (القدوة) الذي نلاحظه أحجم عن فعله ، أو عوقب بعدما فعله ، أو فعل شيئا مختلفا عما قصدنا عمله، فالمتعلم هنا يقلد ما يراه أمامه ، فيكف عن العمل. فالملاحظة كانت سببا في ترك العمل.
2- الإغراء:
ويكون حین نقوم بعمل لا يكون عادةً مقيولا، لكننا نفعله لأننا نرى نموذجا يفعله ولا يعاقب. مثال ذلك طالب يري الفوضى عند مقصف المدرسة ويرى عدم الاهتمام بالنظام ولا أحد ينكر ذلك من المعلمين فيقوم بعمل الشي نفسه، ففعل الآخرين لهذا العمل غير المقبول وعدم وجود عقوبة يؤديان إلى أن يتعلم الفرد فعل ذلك الشيء.
3- التيسير:
ويكون حین نقوم بعمل لا يكون عادةً مقيولا، لكننا نفعله لأننا نرى نموذجا يفعله ولا يعاقب. مثال ذلك طالب يري الفوضى عند مقصف المدرسة ويرى عدم الاهتمام بالنظام ولا أحد ينكر ذلك من المعلمين فيقوم بعمل الشي نفسه، ففعل الآخرين لهذا العمل غير المقبول وعدم وجود عقوبة يؤديان إلى أن يتعلم الفرد فعل ذلك الشيء.
4- تعلم الملاحظة الحقيقي:
وفيه يكون التعلم نتيجة ملاحظة مقصودة والهدف منها المحاكاة مثال ذلك : طالب يراقب کیف يرسم معلم التربية الفنية البيت فيحاكيه.
اختبر نفسك: أسئلة الشامل في التربية – الجزء الثاني
مراحل عملية التعلم بالملاحظة :
التعلم بالملاحظة لا يحدث فجأة أو من خطوة واحدة، بل عادة ما تمر عملية التعلم بالملاحظة بأربع مراحل رئيسة ، ومن خلال هذه المراحل الأربع جميعا تتم عملية التعلم بالملاحظة، و هي:
- الانتباه : فلكي نتعلم من الآخرين لا بد أن نتنبه لما يعملون ونلاحظه باهتمام ومتابعة، فأولى المراحل هي ملاحظة السلوك المراد تعلمه والانتباه له.
- الاسترجاع: فما نشاهده من سلوك، لا يلزم لكي نتعلمه أن نؤديه في الحال، بل قد نحتفظ به حتى يأتي وقت نكون بحاجة إلى استخدامه، فتحدث عملية التقليد والتعلم من الملاحظة.
- الدافعية: بحيث يكون لدى المتعلم دافع الأداء للسلوك الذي سبق ورآه ، ورأى نجاح الآخرين في أدائه. وهذا الدافع غالبا ما يحكمه الموقف الذي يمر به الفرد.
- الإنتاج: وهو أداء العمل كما يراه المتعلم ومن الطبيعي أن يكون أداءه في أول الأمر لن يكون على درجة عالية من الإتقان، ويزداد الإتقان مع تكرار ذلك العمل، ومع تكرار ملاحظة المثال الأول.
التطبيقات التربوية لنظرية التعلم الاجتماعي:
لهذه النظرية تطبيقات كثيرة، وقد اعتمد عليها المربون منذ أقدم العصور، ومن ذلك:
- أن يقوم المعلم بعرض المهارات التي يرغب من الطلاب أداءها، ويكرر ذلك حتى يعطي الفرصة الكاملة لهم في مرحلة الانتباه.
- أن يكافئ من يقومون بأداء المهارات المطلوب تعلمها، حتى يغري الطلاب الآخرين بأداء العمل.
- الحرص على ألا يتعرض الطلاب وبخاصة الصغار لمشاهد غير مرغوبة ، کمشاهد العنف ونحوها ، لأن ذلك قد ينعكس على سلوكهم.
يمنكم متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك من هنا |
---|
يمنكم متابعتنا على قناتنا على التليجرام من هنا |
يمنكم متابعتنا على قناتنا على اليوتيوب من هنا |
يمنكم متابعتنا على تويتر من هنا |
تبرع لنا و ادعمنا من هنا |